رحلة في المفردات الفارسية المعربة

رحلة في المفردات الفارسية المعربة
بقلم : محمد عبد


كلنا يعرف أن اللغة الفارسية تأثرت وأثرت باللغة العربية، ولعوامل عديدة لا نريد خوضها بالتفصيل ولعل أهمها الفتح الأسلامي والتبادل التجاري بين الخليجين العربي والفارسي حتى أن الدارسين واللغويين يسمون الفارسية بروح اللغة العربية وهي اللغة الثانية في العالم الاسلامي بعد العربية ويشير دائما إلى أن أكثر من 40 أو 60 % من مفرداتها هي عربية حتى بالنسبة للقواعد والنحو فهناك تقارب جدا بين اللغتين و أن الأبجدية الفارسية هي نفس الحروف العربية ما عدى الحروف المثلثة الاربعة (پ-چ-ژ-گ) وقد أقتبست اللغة الفارسية كثيرا من القرآن الكريم والأدب العربي وخاصة الشعر في العصر العباسي كما أن معظم الشعراء الفارسيين تأثروا بالأدب العربي وأقتبسوا منه ونهجوا نهجه بل وأن بعض الشعراء كتبوا باللغة العربية وخاصة الشعراء الصوفيين.

لذلك نجد كثير من المفردات فيها عربية مما يسهل دراستها وتعلمها، لكن هناك بعض المفردات والأسماء هي ذات أصول سنسيكريتية وفينيقية ولاتينية ومن لغات أخرى عربت وعجمت بنفس الشكل أو بشكل آخر، ويمكن فهم ذلك من خلال جذر الكلمة
فعلى سبيل المثال لا الحصر لفظة (الجاموس) فهل هو عربي أم فارسي ؟
في العربية ليس له أشتقاق أما في الفارسية فأن الكلمة مركبة من (كاو) أي ثور أو بقرة و (ميش) بمعنى كبش ولكن في التأريخ فأن الجاموس حيوان كان يربى في الهند و جاوميشا بالسنسكريتية تعني البقرة الكاذبة.

وعلى هذا النحو يمكن تفسير كثير من المفردات التي ملئت قواميس اللغتين العربية والفارسية في آن واحد.
فكثير من الملابس والأنسجة والعطور والمأكولات والبضائع تلك التي تداورت بين الفرس والعرب قديما عن طريق التجارة بين الهند وبلدان الشرق الأخرى وفي أي بلد حلت كانت تسمى بلغة ذلك البلد فمنها من عربت ومنها ما بقت على حالها مثالا على ذلك :
الجورب - الجبة - السروال - الطربوش - القفطان - الديباج
وحيوانات مثل : جمل - زرافة - غزال
وكل هذه الاسماء موجودة في اللغتين بينما أن لها أصولا قديمة أتت من لغات الأمم القديمة.

فلفظة (القهوة) موجودة في كل لغات العالم بنفس الصيغة تقريبا وحتى اللغات الأفرنجية ولفظة (الفلفل) يقول العرب أنها فارسية ويقول الفرس أنها عربية بينما في التأريخ فأن الفلفل محصول كان يزرع في الهند فيلفظ بالسنسكريتية (فيفالا).
و (الزنجبيل) أذ يقول العرب أنه تعريب للأصل الفارسي (شنكبيل) أما الفرس فأنهم ينفون ذلك وفي الحقيقة فأن هذه اللفظة جاءت من اللاتينية أو اليونانية فأنه كان يجلب من بلاد زنجبار لذلك سمي بها.
ولفظة (الكافور) بنفس هذا النمط فهي ذات أصل سنسكريتي.
ولفظة (المسك) فهي موجودة في الفارسية ولكن أصلها من الهند فقد كان التجار يجلبونه من النيبال والصين والهند وتعتبر اللفظة فارسية الاصل لأن الفارسية متفرعة من اللغات الهندوأوربية.
وأما (القرنفل) فيقال أنه فارسي الأصل ولكن التجار كانوا يجلبونه من الهند.

بالرغم من أن العربية هي لغة سامية والفارسية لغة هندوأوربية الا أن التقارب بين اللغتين كبير جداً فلأن اللغة العربية هي لغة القرآن والدين الاسلامي أخذ الفرس يهتمون بتعلمها لفهم الدين و وصل الأمر في ذلك الى الشعراء الفرس الذين أخذوا ينظمون شعرهم بنفس بحور الشعر التي هي عند العرب.
وللأشارة على ذلك فأن الفردوسي، وهو أعظم شعراء ايران قد نظم (الشاهنامه) ملحمته الخالدة التي تحكي تاريخ الفرس وأساطيرهم، وبالرغم من تقيده باللغة الفارسية الا أن هناك أكثر من ٨٠٠ مفردة عربية مظمنة بها وفي ديوان شاعرهم العظیم سعدي الشيرازي هناك اقتباس لأكثر من ٤٢ بيتاً عربياً وأكثر من ٣٥ عبارة عربية.

والغريب في الأمر أن بعض الكتاب الفارسيين قديماً أخذوا يؤلفون كتبهم في العربية حصراً وحتى لو طالعنا عناوين الكتب الفارسية نجد أنهم أعطوها عناوين عربية مثل :
(كتاب تذكرة الاولياء - زاد المسافرين - جامع التواريخ - لباب الالباب )
فقد وجد الايرانيون أن الكلمات العربية أسهل في اللفظ، وأدل في المعنى لذلك عمدوا على أستخدامها فهم يستخدمون (لعل) بدلا من (شايد) ويقولون (كأن لم يكن) بدلا من (نابودشد)

وهناك بعض المفردات ليس لها مرادف في الفارسية يستخدمونها كما هي في العربية مثل :
(كتاب - تأثير - أحساسات - حج - منارة - أمين - خليفة - شعر - امتحان - انتحار - استعمار) وغیرها کثیر
وهناك مصطلحات صاغها الفرس من اللغة العربية لتناسب المعنى كقولهم (ذوحياتين) ويطلقونه على الحيوانات البرمائية التي تعيش حياتين.
وقولهم (من البدو الى الختم) بمعنى من البداية الى النهاية.
وقولهم (عكاسى) أي تصوير ما ينم عن أنعكاس الصورة.
وفي الفارسية يقولون (خلع سلاح) وفي  العربية نقول ما يماثلها نزع السلاح.

ونجد في الفارسية أيضا أنهم يأخذون الاسماء العربية المجموعة جمع تكسير فيضيفون اليها (ها) لجمعها مثل : (اطرافها - اقطارها)
وهي في العربية (اطراف - أقطار)
نجد ايضا من غير المفردات حروف عربية مستخدمة بنفس المعنى :
(إما - إلا - بل - لكن - و)

وناهيك عن المفردات التي اقتبسوها من العربية منونةً لأن الفارسية لا تحتوي على التنوين مثل :
(عجالتا - مشافهة - اختيارا - اصلا - مستقيما - احتمالا - اكثرا - اقلا - لطفا).
وفي الفارسية يقولون (تبأ) والتي تعني بالعربية طبع وسبب أختلاف اللفظ هو أن (ط) تلفظ (ت) في الفارسية و(ع) تلفظ همزة.
وأحيانا يقومون بحذف الهمزة من الكلمة العربية أو تبديلها بما يناسبها مثل أعضاء فينطقونها (اعضا) ومائل فتكون (مايل) و جزء فتكون (جزو) ومراء فتكون (مرى).
وبعض الكلمات يبدلون الفها بياء مثل (مبتلا : مبتلى).
هذا بالنسبة للمفردات العربية التي دخلت الفارسية على نحو ما.

وأما بالنسبة للمفردات التي أقتبستها اللغة العربية من الفارسية، فهي الكلمات التي يسميها اللغويون غالبا بالأعجمية والتي تكون ممنوعة من الصرف.
وأبتداءً من الأفعال فقد أستعارت اللغة العربية أفعالاً كثيرة من الفارسية وعربتها.
فالفعل (باس/ يبوس) مأخوذ من الفارسي (بوسيدن)
والفعل (جندر/ يجندر) من الاصل الفارسي (جندره)
و(كاش/ يكوش) من (كوشيدن)
بالرغم من ذلك فأنها أفعال قديمة الأستخدام في العربية.

وقد أستعرب العرب لفظة (الأبد) من (آباد) وفي الأصل فأنها فارسية وتعني عندهم المعمور ونرى أن كثير من المدن الأيرانية والأفغانية يضيفون أليها آباد مثل آذرآباد وفيروزآباد.
ومن منا لم يسمع بحرير الأبريسم فهو فارسي الصنع وأصله باللغة (ابريشم)
و(الأبريق) وهو اناء معدني في الفارسية يطلق على الدلو أو السطل.
و(الأبهة) التي تعني في العربية العظمة والبهجة فهي مأخوذة من لفظة (آب بهآ) والتي تعني الجمال والحسن
وشجر الارجوان ويقال له في الفارسية (ارغوان) وهو شجر له ورد وللمعلومة هنا فأن الفرس كانوا يقطعون أعوادا منه ويحرقونها ويستخدمونها كدواء لأنبات الشعر.
ولفظة الأريكة التي تعني السرير المزيين معربة من الاصل الفارسي (ارا) بمعنى زينة و(نيك) أي جميل .
أن كلمة (ورد) التي تطلق في الفارسية على الورد الاحمر هي أول وأقدم كلمة أستعارتها اللغة العربية، وبالحقيقة فأن أصل هذه الكلمة موجود في اللغة الأفستية والتركية.
وأن كلمة كنز هي معربة لكلمة (گنج) وكذلك كلمة سجيل الواردة في القرآن الكريم هي معربة للمقطعين (سگك-گل) وبالاضافة الى ذلك فأن المفسرين يقولون أن مثل هذه الكلمات الواردة في القرآن بالرغم من أن أصلها فارسي لكنها عربية في الحال.

و(الصنج) وهي آلة موسيقية أختص بها الفرس وعربوها العرب حتى بات الشاعر الأعشى يكنى ب صناجة العرب لجودة شعره.
وأما البنفسج وهو نوع من انواع الأزهار فقد بات عربيا بالحال.
وبعد الفتح الأسلامي دخلت مفردات عديدة للغة العربية مثل :
الديوان - الفرسخ(فرسگ) - الجُناح (گناه) - مجوس - نيروز(نوروز).
ولفظة السرداب معربة من لفظتي (سرد آب) أي المكان ذو الماء البارد.

بعض الباحثين يشير الى حقيقة أن ما أقتبسته اللغة العربية من مفردات فارسية قليل مقارنة بما اقتبسته الفارسية من العربية وتعتبر الفارسية حديثة العهد بالنسبة للعربية من حيث النشوء وتكوين القواعد فأذ اللغة العربية كانت لغة والفارسية كانت لا تزال لهجة فحسب.
والباذنجان فقد أخذوا العرب هذه المفردة من الفارسية (باذنكان) وهو النبات المعروف بيض الجان أو البتنجان.
ولفظة الأمد التي تعني منتهى العمر فهي فارسية مأخوذة من (اَمد) التي تعني الزمان أو الموسم.
ومفردة الاسطوانة فأنها مأخوذة من (استون) وكذلك هي في اللغة الكردية والتركية والسريانية وما يرادفها في اللغات الأفرنجية فالباحثون يشيرون دائما للأصل الفارسي للمفردة .

واما في شأن مفردة (الأفيون) بالرغم من أن العرب سمعوها من الفرس أولاً فعربوها الا أنها موجودة في جميع اللغات وأن اصلها يوناني .
كلمة الأسوة والتي تعني القدوة مأخوذة من (آسا) التي تعني القاعدة والقانون.
والبرنامج فهو في الفارسية (بارنامه) اي تجمل وحشمة من (بار) تعني رخصة و(نامه) تعني رسالة فأحياناً يقصدون به رخصة الدخول الى الملك او الامير.
وكذلك مفردة (البخت )معربة عن الفارسية وتعني الحظ .
والبارجة سفينة القتال الكبيرة وهي مأخوذة اما من (باركاه) اي بلاط الملك او من (پركوك) اي القصر العالي.
والبرزخ الحاجز بين الشيئين فهو مأخوذ من الفارسية (پرژك) بمعنى البكاء او النحيب.
والبرشومة او البرشامة او البرشام ما يستخدم في الغش وهو من الفارسية (برشامه) اي برقع.
البرهان اي الدليل والحجة فهو من الفارسية (پروهان) اي الواضح والمعلوم.

وفي العربية يقال بط للأوز واللفظة ماخوذة من (بت) بالفارسية.
(البند) ويعني بالفارسية العلم الكبير او الفصل والفقرة من الكتاب ونحوه.
والبهلول التي تعني الضحاك وهو من (بهلوان).
وفي العربية نقول باع وفي الفارسية (باژ) وهو ما يساوي مد اليدين وهو وحدة قياس للطول.
و(التخت) بمعنى لوح من الخشب
وهو فارسي بالاصل ويقال في الفارسية (تخت روان) كناية عن السماء او بنات نعش كما هو معروف عندنا.
واما التفاح فهو مأخوذ من الفارسية القديمة.
والتنورة وهي اللباس الذي بين الخصر والقدمين من (تنوره) في الفارسية القديمة كانت تعني نوع من الاسلحة.

وفي العربية تطلق لفظة الجادة على وسط الطريق وهي معربة من (جاده) التي تعني الطريق الذي يوصل الى القرية.
وكذلك لفظة الجرة وهي أناء من الخزف فهي معربة عن (كرّه).
والجوهر التي تعني الأصل فهي مأخوذة من الفارسية (كوهر) بنفس المعنى وتطلق ايضا على الحجر الكريم.
واما الكهرباء  فهذه اللفظة في العربية مأخوذة من الفارسية والتي تعني (كاه) تبن و (ربا) جاذب وهم يطلقونه على الصمغ الذي يتكون على بعض الاشجار ويسمونه جاذب التبن أما الكهرباء في الفارسية فهي (برق) التي نطلقها على ما يظهر في السماء عند الرعد.

وهنا لا بد من الأشارة الى ثمة ملاحظات هامة تبين الكلمات الدخيلة في اللغة العربية وتمييز على أنها اعجمية من خلال :

1- اذا اجتمع حرفي الجيم والكاف في كلمة عربية فأنها فارسية معربة مثل :(قبج - جوق)

2- ليس في العربية اسما يتلي نونه راء مثل :(نرجس - نرس)

3- كذلك اجتماع الصاد والجيم في كلمة عربية مثل (جص - صولجان).

4- لا يأتي حرف الـنون بعد حرف الـزاي مثل : (مزن - مازن).

5- لا يأتي حرف الـزاي بعد أي من الحروف  د - ب - س- ت  مثل الكلمات : (مهندس - فردس - قابس - سندس) وهذه الكلمات ليست عربية وأنما أصلها فارسي من : (مهندز - فردز - قابز - سندز)

6- في كلمة عربية لا يرد حرفان متشابهان بينهما الف مثل: ( باب - دجاج - شاش - زقاق - زجاج - مداد - مساس - إمام).

لو لاحظنا الكثير من المفردات التي تطلق على الادوات والأطعمة والزهور، لوجدناها متماثلة في معظم اللغات وفي اللغة العربية فأن اكثرها فارسية الاصل عربية الحال، وعلى سبيل المثال مفردة الياسمين، فارسي معرب كما هو موجود في بقية اللغات بنفس اللفظة تقريبا.
ولفظة الهاون فهي فارسية وأحيانا نسميه بالمهراس وكانوا يدقون به الدواء كما كانت جداتنا يستخدمنه في دق القرنفل.

وكذلك الناي وهو المزمار وقد أختص به الفرس قبل غيرهم والذي يصنعونه من القصب الفارسي.
ومن بعض تلك المفردت أشتق العرب افعالا واسماء عديدة مثل (سير آب) بمعنى مملوء بالماء فجاء منها اسم السراب، و(زم آريز) أي ضباب بارد فجاء قولهم زمهرير، و(تنك) التي تعني ضيق فجاء منها ضنك
ولفظة الهالة اي الضوء الذي يدور حول القمر وفي الفارسية (هاله) وهي مركبة من (هال) أي الميول والهاء للتخصص.
وأما الهرج والهمج فمأخوذ من (هرك) أي أحمق و(همجى) وهو نوع من البعوض يشبه الجراد.
وأما النموذج والانموذج ماخوذ من (نموذه) أي مثال للشئ
والنعنان النبتة المعروفة مأخوذة من الفارسية (نانه).
والنشوة أي السكر مأخوذة من (نشوه) المشتقة من الفعل (نوشيدن) أي شرب وفرح وكذلك النشوان أي السكران.
وأما الميدان وهو فسحة متسعة معدة للسباق والحرب واللفظة مركبة من (مى) أي الشراب و(دان) ملحق بالاسم للظرفية، فكان يطلق على المكان الذي يشربون به الخمر.
والليمون واللوبياء من (ليمو) و(لوبيه)،
ولفظة الكوخ فارسية بالأصل وهو كل بيت يبنى من القصب.

والكوب معربة من (كوپ) وهو الأناء الذي لا عروة له، وأما الكأس أي القدح فهو بالفارسية (كاسه) وأما الفنجان فهو تعريب (پنكان).
والكعك تعريب كاك وهو الخبز المستدير من الدقيق مع الحليب والسكر.
ونبات الكشمش ايضا فهو فارسي الأصل.
وأما الشاي فهو معرب عن الفارسية (چاى) كما نسميه بالعامية.

وكما هو معروف فإنه قد أتقن العرب لعبة (الشطرنج) وهي لعبة قديمة دخلت بلاد الفرس وقد جاءت من الأقوام الهندية وكانوا يدعونها بالفارسي (شترنگ).
ويرى بعض المؤرّخون أن أصل إسم (بغداد / عاصمة العراق) التي كانت عاصمة الخلافة الاسلامية -مدينة السلام، أو المدينة المدورة- كما كانوا يسمونها، فأن أصلها فارسي وتعني في الفارسية (البستان العطيّة) وذلك لكثرة البساتين فيها.

وأما كلمة الخيار فهي فارسية بالأصل مثل بعض الفواكه الأخرى، ونجد أن الفرس دائما ما يهتمون بالخيار ويقدمونه في أغلب وجباتهم.
وكما تستعمل كلمة (طازج) في اللّغة الفارسية والعربيّة للدلالة على المأكولات الحديثة والناضجة وأصل اللفظ بالفارسية (تازه).
وكلمة (البستان) أيضا تعد فارسيّة مركّبة من (بوي) أي رائحة و(سِتان) أي محل، واللّفظ المقابل لها في الفارسية هي (بوستان).
كما أن كلمة (خندق) عربت من الفارسية الوسطى (الفهلوية) من كلمة (کندک) والتي تحمل نفس المعنى وهو الحفير حول المكان ويقال أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي هو أول من أتى بها.
وتعود أصل كلمة "دفتر" والتي نستخدمها للدلالة على الكرّاسة إلى الكلمة الفارسيّة التي تحمل نفس اللفظ والمعنى.

يستخدم اللبنانيّون اليوم في لهجتهم العامية كلمة (اللكن) للدلالة على الطشت، كما كان يستخدمه العراقيون ايضا، ويكون أصل هذا اللّفظ العامّي من الكلمة الفارسية (لگن) وهو الوعاء الذي يصنع من النحاس ويستعمل للغسيل.
واستعارت العربيّة كلمة (بلّور) من الفارسية والتي تحمل نفس المعنى وهو الزجاج.

وغالبا ما نستخدم في لغتنا العامية لفظة (بس) للدلالة على الأمتناع من شي ما أو بمعنى كفى وقد إقترضناها من الفارسيّة التي تتشارك معها اللفظ والمعنى نفسه.
وعلى الرغم من ذلك يشير بعض الباحثين الى صعوبة تحديد أصل مثل هذه المفردات فهي كثيرة وقديمة التداول في كلا اللغتين خصوصا وأن هناك من يقول أن اللغة الفارسية هي أكثر من أقترضت وأستعارت من اللغة العربية وهناك من يقول العكس تماما.
بعض فقهاء اللغة والأكاديميين يذهبون بالقول الى أن اللغة الفارسية ما هي إلا لهجة قد تطورت عن العربية أو أنها لغة أنسلخت من العربية وهذا الرأي مرفوض تماما مع ما تشير أليه الكثير من الدلائل التي يمكن الرجوع أليها في مصادر عديدة.

وللقارئ المهتم، الذي يريد كشف المزيد من المفردات، يمكنه مراجعة بعض المصادر الآتية والتي أنجزنا منها هذا المقال وهي :
1-الألفاظ الفارسية المعربة / ادي شير
2-اللغة الفارسية / محمد نور الدين عبد المنعم
3-العوامل المؤثرة في تطور الفارسية / أياد محمد حسين
4-التأثير المتبادل بين الفارسية والعربية / عبد الرحمن العلوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساسيات قواعد اللغة الفارسية

مقدمة بسيطة عن اللغة الفارسية

عشرون ملاحظة في اللغة الفارسية